مرض الروماتويد المفصلي بين الألم والأمل

مرض الروماتويد المفصلي بين الألم والأمل


    العلاج والأعراض

    عندما تشعر بألم في المفاصل، فإنك قد تبرر ذلك لإصابة قديمة او التهاب بالمفاصل (تآكل بالغضروف).

ولكن قرابة اثنان مليون شخص في الولايات المتحدة الأمريكية كان سبب آلام المفاصل يرجع إلى التهاب المفاصل الروماتويدي حيث تهاجم المناعة الذاتية الأنسجة المحيطة بالمفاصل عن طريق الخطأ.

     يقول أحد الأطباء" يعتقد الأشخاص أن ألم الروماتويد كنتيجة للتقدم في العمر، أو المجهود الزائد أو حتى مرض الإنفلونزا." 

التشخيص 

         على خلاف الفصال العظمي (التهاب المفاصل) والذي يقتصر على المفاصل وفي الأغلب يمكن علاجه بمسكنات الألم الخفيفة أو ممارسة التمارين الرياضية أو استبدال المفصل، أما بالنسبة لمرض الروماتويد فهو مرض متفاقم فقد يصيب الجسم بأكمله ويشمل القلب، والرئتين، والعينين. وقد يدمر المفاصل، والأوتار، والعظام.

        يرى أحد الأطباء " إن أكبر إشارة على وجود مرض التهاب المفاصل الروماتويدي هو التورم المستديم في مفاصل متعددة، وهذا لا يحدث في معظم الأسباب الأخرى لألم المفاصل."

        ومن الأعراض التقليدية لهذا المرض هو يزداد الألم صباحاً أو يتحسن مع الحركة، والإرهاق المستمر. 

يُشخص المرض عادة بتقييم الأعراض، والفحص البدني، وفحوصات الدم، بالإضافة للأشعة السينية.

    "تساعد الموجات فوق الصوتية أو الرنين المغناطيسي في التشخيص في الحالات المحيرة." يقول أحد الأطباء.

      ينصح أحد الأطباء المختصين بضرورة العلاج المبكر من أجل إبطاء تفاقم المرض حيث أن تأخير العلاج يؤدي إلى إلحاق مزيد من الضرر بالمفاصل وفقد كفاءتها.

       إن الادوية لا تغير الضررأوتحسن مهارة، أو قوة، أو توازن أو قدرة التحمل. وكذلك لا تغير من الاكتئاب أو الألم، أو تأثير زيادة الوزن لا تغير هذه الأعراض التي يشعر بها المريض في حياته نتيجة للمرض.

        ويوجد علاجات خاصة بنمط الحياة كممارسة التمارين الرياضية، والتجبير، وفقدان الوزن، والإقلاع عن التدخين. وأما عن استخدام البرودة أو الحرارة والطب البديل فدورهم غير مؤكد. ويرى أحد الأطباء بأنه على الرغم من أمان هذه الطرق العلاجية ولكنه يرى أن كل مريض عليه اكتشاف الطريقة الأنجح معه.

     علاج الروماتويد الدوائي

تنقسم الادوية المستخدمة في علاج مرض التهاب المفاصل الروماتويدي إلى ثلاث فئات:

-الادوية المعدلة لمرض الروماتيزم 

مثل الميثوتركسات له مجال واسع على المناعة الذاتية مما يعمل على إبطاء تطور المرض وحماية المفاصل من الضرر وكذلك التخفيف من الأعراض. تعد هذه الفئة هي العلاج الأول ويمكن أن تستغرق عدة أسابيع للبدء في العمل قد تصل إلى ١٢ أسبوعاً. تختلف الأثار الجانبية من عقار لآخر وتتراوح ما بين تعب شديد إلى مشاكل في الكبد. ولكن الفحص والمراقبة يمكن أن يمنع الكثير من الآثار الجانبية.

الأدوية البيولوجية 

مثل إتانرسيبت (إنبريل Enbrel) وإنفليكيسيماب (ريميكادRemicade) هذه الادوية تساعد في التخفيف من حدة الاعراض وتمنع تدمر المفاصل ولكن لها تأثير أكبر على الجهاز المناعي من الادوية الغير بيولوجية وتعتبر الأكثر فاعلية في علاج مرض الروماتويد. ولكن هي عالية التكلفة وكذلك لا تؤخذ إلا عن طريق الحقن. ويلجأ الأطباء إلى هذه الأدوية عندما لا تأتي النتيجة المرجوة من العلاج بالميثوتركسات او الأدوية الأخرى. ونظرا ً أن هذه الأدوية تثبط الجهاز المناعي فإن المريض يكون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى وعلى الأخص الدرن (السل).

-مثبطات جانوس كيناز (مثبطات JAK)

مثل توفاسيتينيب (كسيلجانزxeljanz)

     وتساعد في تخفيف الاعراض والحفاظ على المفاصل حيث أنها تمنع الاستجابة الالتهابية المسؤولة عن التهاب المفاصل الروماتويدي. ومن الآثار الجانبية المحتملة الحزام الناري، ردود الفعل التحسسية، والإسهال، والصداع، ورشح أو انسداد الأنف. وما تمتاز به هذه المجموعة عن غيرها أنها في صورة حبوب مما يسهل على المريض.

     إن مثبطات JAKو وكذلك الأدوية البيولوجية عالية التكلفة حيث قد تصل إلى عشرين ألف دولار أمريكي سنويا أو أكثر.

     ومن الممكن ان يصف الأطباء جرعات صغيرة من الأدوية المضادة للالتهابات الستيرويدية مثل أيبوبروفين أو الكورتيكوستيرويدات مثل بريد نيزون ولكن هذه الادوية لا تحمي المفاصل من الضرر، واستخدامها لفترة طويلة ينجم عنه آثار جانبية خطيرة.

  نقلا عن مجلة هارفارد- العدد السادس   - إبريل ٢٠١٧

No Comments

Comments are closed.

Skip to toolbar